في تطور لافت على الساحة السورية، أعلنت الإدارة الأمريكية توقعها بسقوط نظام الرئيس بشار الأسد خلال أيام قليلة، في ظل التقدم السريع لقوات المعارضة المسلحة التي تشن هجمات مكثفة على المدن الرئيسية في البلاد. ومع سقوط مدن استراتيجية واحدة تلو الأخرى، يبدو أن المشهد السياسي والعسكري في سوريا يقترب من نقطة تحول حاسمة.
الزحف نحو دمشق: المعارضة تكسب الأرض
بدأت المعارضة هجومها الواسع بتحقيق انتصار كبير في مدينة حلب، التي تعد واحدة من أهم معاقل النظام السوري. وسرعان ما تبع ذلك سقوط مدينة حماة، ثم حمص، التي تعتبر قلب سوريا، حيث تشكل خسارتها ضربة قاسية للنظام. حاليًا، تتجه قوات المعارضة نحو العاصمة دمشق، وسط تقارير تفيد بأن النظام بدأ يفقد السيطرة على مناطق واسعة حول العاصمة.
**تصريحات الجولاني: سقوط الأسد بات وشيكًا**
وفي هذا السياق، صرح أبو محمد الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام، بأن سقوط نظام الأسد أصبح مسألة وقت فقط. وقال الجولاني في بيان له: "التقدم الذي أحرزته المعارضة في الأيام الأخيرة هو دليل على انهيار قدرة النظام على الصمود. نحن الآن على أبواب دمشق، وساعات الأسد في الحكم أصبحت معدودة".
**غياب الأسد عن المشهد: تأكيدات دولية**
وسط هذه الأوضاع المتسارعة، كشف مصدر دولي موثوق أن الرئيس بشار الأسد غير موجود في دمشق منذ بدء الهجوم الكبير للمعارضة. وأكد المصدر أن الأسد غادر العاصمة إلى وجهة غير معلومة، مما أثار تساؤلات حول قدرته على إدارة الأزمة المتفاقمة.
كان من المقرر أن يلقي الأسد خطابًا اليوم يوجهه للشعب السوري، لكن الخطاب تم إلغاؤه دون أي تفسير رسمي. هذه الخطوة عززت الشكوك حول غياب الأسد عن المشهد، وزادت من التكهنات بشأن مستقبله ومستقبل نظامه.
ماذا تحمله الساعات المقبلة
يرى الخبراء أن التطورات الأخيرة تعكس انهيارًا تدريجيًا لبنية النظام السوري:
- **عسكريًا**: فقدان السيطرة على حلب، وحماة، وحمص يمثل ضربة قاصمة لقدرة النظام على المناورة والدفاع عن العاصمة.
- **سياسيًا**: تعكس هذه الخسائر تراجع الدعم الشعبي للنظام، وزيادة عزلة الأسد داخليًا وخارجيًا.
- **دوليًا**: تشير التحركات الأمريكية الأخيرة إلى وجود دعم دولي للمعارضة، ما يعزز احتمالية تسريع وتيرة سقوط النظام.
السيناريوهات المحتملة**
مع اقتراب المعارضة من دمشق، هناك سيناريوهات عدة يمكن أن تتكشف خلال الأيام القادمة:
1. **انهيار سريع للنظام**: إذا استمر التقدم السريع للمعارضة، فقد نشهد سقوط النظام بشكل كامل خلال وقت قصير.
2. **مفاوضات انتقالية**: قد تسعى أطراف دولية إلى التوسط لتجنب المزيد من الدماء وضمان انتقال سياسي منظم.
3. **تصعيد إقليمي**: في حال تدخل أطراف خارجية لدعم النظام أو المعارضة، قد يتفاقم الصراع ويتحول إلى مواجهة إقليمية أوسع.
في ظل هذه التطورات، يبقى الشعب السوري في حالة ترقب لما ستؤول إليه الأيام القادمة. هل ستنجح المعارضة في إسقاط نظام الأسد وفتح صفحة جديدة في تاريخ سوريا؟ أم أن النظام سيجد وسيلة للعودة والصمود؟
يبقى السؤال الأكبر: ما هو مستقبل سوريا في ظل هذه التحولات السريعة؟ الإجابة قد تكون أقرب مما نتوقع، فالساعات القادمة تحمل في طياتها حسمًا لمصير النظام، وربما لمصير البلاد بأكملها.